قصة ما كان بين مسيلمة وسجاح
صفحة 1 من اصل 1
قصة ما كان بين مسيلمة وسجاح
المصدر : كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر
( حكى ) والله أعلم: أن مسيلمة بن القيس الكذاب، لعنه الله، أدعى النبوة على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو وجماعة من العرب فأهلكهم الله جميعا. وكان مسيلمة قد عارض القران كذبا وزورا. فالسورة التي ينزل بها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بها المنافقون إليه فيقول، قبحه الله، وأنا أيضا أتاني جبريل بسورة مثلها فكان مما عارض به القران سورة الفيل فقال لعنة الله عليه (( الفيل وما أدراك ما الفيل، له ذنب وذيل، وخرطوم طويل، أن هذا من خلق ربنا الجليل )) ومما عارض به أيضا سورة الكوثر ((إنا أعطيناك الجماهر فأختر لنفسك وبادر وأحذر من أن تكاثر)) وفعل ذلك في سور شتى كذبا وزورا. وكا مما يعارض به أيضا إذا سمع النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأس أقرع فنبت شعره وتفل في بئر فكثر ماؤها ووضع يده على رأس صبي فقال عش قرنا عش قرنا فعاش ذلك الصبي مائة عام. فكان قوم مسيلمة إذا رأوا ذلك يأتون إليه ويقولون ألا ترى ما فعل محمد فيقول لهم أنا أفعل لكم أكبر من ذلك فكان عدو الله إذا وضع يده على رأس من كان شعره قليلا يرجع أقرع من حينه وإذا تفل في بئر كان ماؤها قليلا يبس أو كان حلوا رجع مرا بإذن الله وإذا تفل في عين أرمد كف بصره لحينه وإذا وضع يده على رأس صبي قال عش قرنا مات في وقته انظروا يا أخواني ما وقع لهذا الأعمى البصيرة، لكن التوفيق من الله تعالى. وكانت على عهده امرأة من بني تميم يقال لها شجاعة (شجاحة) التميمية ادعت النبوة وسمعت به وسمع بها. وكانت في عسكر عظيم من بني تميم فقالت لقومها النبوة لا تتفق بين اثنين، إما يكون هو نبي وأتبعه أنا وقومي وإما أن أكون أنا ويتبعني هو وقومه وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. فأرسلت إليه كتابا تقول فيه : أما بعد، إن النبوة لا تتفق بين اثنين في زمن واحد ولكن نجتمع ونتناظر في ملأ من قومي وقومك ونتدارس ما أنزل الله علينا، فالذي على الحق نتبعه. ثم ختمته وأعطته للرسول وقالت له سر بهذا الكتاب لليمامة ومكنه لمسيلمة بن قيس وأنا أسير في أثرك بالجيوش. فسار ذلك الرسول فلما كان بعد يوم وليلة ركبت في قومها وسارت في أثره. فلما وصل الرسول إلى مسيلمة سلم علية وناوله الكتاب ففكه وقرأه وفهم ما فيه. فحار في أمره وجعل يستشير قومه واحدا بعد واحد فلم ير فيهم ولا في رأيهم ما يشفي الغليل. فبينما هو كذلك حائر في أمره قام إليه شيخ كبير من بين الناس وقال طب نفسا وقر عينا، فأنا أشير عليك إشارة الموالد على ولده. فقال مسيلمة تكلم فما عهدناك إلا ناصحا. فقال له الشيخ إذا كان صبيحة غد أضرب خارج بلادك قبة من الديباج الملون وأفرشها بأنواع الحرير وأنضحها نضحا عجيبا بأنواع المياه الممسكة، مثل الورد والزهر والنسرين والفشوش والقرنفل والبنفسج وغيره. فإذا فعلت ذلك فأدخل تحت المباخر المذهبة بأنواع الطيب مثل عود الأقمار والعنبر الخام والعود الرطب والعنبر والمسك وغير ذلك من أنواع الطيب وأرخ أطناب القبة حتى لا يخرج منها شيء من ذلك البخور. فإذا أمتزج الماء بالدخان فأجلس على كرسيك وأرسل لها وأجتمع بها في تلك القبة أنت وهي لا غير. فإذا اجتمعت بها وشمت تلك الرائحة ارتخى منها كل عضو وتبقى مدهوشة. فإذا رأيتها في تلك الحالة راودها عن نفسها فإنها تطيعك. فإذا نكحتها نجوت من شرها وشر قومها. فقال مسيلمة للشيخ الكبير أحسنت والله نعم المشورة هذه. ثم أنه فعل لها جميع ما قال له ذلك الشيخ. فلما قدمت عليه أمرها بالدخول إلى القبة فدخلت وأختلي بها. وطاب حديثهما فكان مسيلمة يحدثها وهي داهشة مبهوته. فلما رآها على تلك الحالة علم أنها اشتهت النكاح فقال لها شعرا :
ألا قـومــــي إلى المخدع
فقد هيـئ لك المضجــــع
فــأن شئت فرشنـــــــاك
وإن شـئت على أربــــع
وإن شـئت كما نسجــــد
وإن شـئت كما تــــركع
وإن شـــئت بثليثيـــــــه
وإن شئـت به أجمـــــع!
فقالت به أجمع هكذا أنزل على اجمع هكذا أنزل على يا نبي الله. فعند ذلك ارتقى عليها وقضى منها حاجته. فقالت أخطبنى من عند قومي إذا خرجت. ثم إنها خرجت وانصرفت والتقت بقومها، فقالوا لها ما الذي رأيته منه يا نبية الله ؟ فقالت لهم إنه تلى ما أنزل الله عليه فوجدته على حق فأتبعته. فخطبها من قومها فأعطوها له وطلبوا منه المهر. فقال لهم المهر نترك عليكم صلاة العصر. فكان بنو تميم لا يصلون العصر إلى زماننا هذا ويقولون مهر نبيتنا ونحن أحق به من غيرنا. ولم يدع النبوة من النساء غيرها. وفي ذلك يقول القائل منهم :
أضحت نبيتنا أنثى نطوف بها وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
( حكى ) والله أعلم: أن مسيلمة بن القيس الكذاب، لعنه الله، أدعى النبوة على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو وجماعة من العرب فأهلكهم الله جميعا. وكان مسيلمة قد عارض القران كذبا وزورا. فالسورة التي ينزل بها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بها المنافقون إليه فيقول، قبحه الله، وأنا أيضا أتاني جبريل بسورة مثلها فكان مما عارض به القران سورة الفيل فقال لعنة الله عليه (( الفيل وما أدراك ما الفيل، له ذنب وذيل، وخرطوم طويل، أن هذا من خلق ربنا الجليل )) ومما عارض به أيضا سورة الكوثر ((إنا أعطيناك الجماهر فأختر لنفسك وبادر وأحذر من أن تكاثر)) وفعل ذلك في سور شتى كذبا وزورا. وكا مما يعارض به أيضا إذا سمع النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأس أقرع فنبت شعره وتفل في بئر فكثر ماؤها ووضع يده على رأس صبي فقال عش قرنا عش قرنا فعاش ذلك الصبي مائة عام. فكان قوم مسيلمة إذا رأوا ذلك يأتون إليه ويقولون ألا ترى ما فعل محمد فيقول لهم أنا أفعل لكم أكبر من ذلك فكان عدو الله إذا وضع يده على رأس من كان شعره قليلا يرجع أقرع من حينه وإذا تفل في بئر كان ماؤها قليلا يبس أو كان حلوا رجع مرا بإذن الله وإذا تفل في عين أرمد كف بصره لحينه وإذا وضع يده على رأس صبي قال عش قرنا مات في وقته انظروا يا أخواني ما وقع لهذا الأعمى البصيرة، لكن التوفيق من الله تعالى. وكانت على عهده امرأة من بني تميم يقال لها شجاعة (شجاحة) التميمية ادعت النبوة وسمعت به وسمع بها. وكانت في عسكر عظيم من بني تميم فقالت لقومها النبوة لا تتفق بين اثنين، إما يكون هو نبي وأتبعه أنا وقومي وإما أن أكون أنا ويتبعني هو وقومه وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. فأرسلت إليه كتابا تقول فيه : أما بعد، إن النبوة لا تتفق بين اثنين في زمن واحد ولكن نجتمع ونتناظر في ملأ من قومي وقومك ونتدارس ما أنزل الله علينا، فالذي على الحق نتبعه. ثم ختمته وأعطته للرسول وقالت له سر بهذا الكتاب لليمامة ومكنه لمسيلمة بن قيس وأنا أسير في أثرك بالجيوش. فسار ذلك الرسول فلما كان بعد يوم وليلة ركبت في قومها وسارت في أثره. فلما وصل الرسول إلى مسيلمة سلم علية وناوله الكتاب ففكه وقرأه وفهم ما فيه. فحار في أمره وجعل يستشير قومه واحدا بعد واحد فلم ير فيهم ولا في رأيهم ما يشفي الغليل. فبينما هو كذلك حائر في أمره قام إليه شيخ كبير من بين الناس وقال طب نفسا وقر عينا، فأنا أشير عليك إشارة الموالد على ولده. فقال مسيلمة تكلم فما عهدناك إلا ناصحا. فقال له الشيخ إذا كان صبيحة غد أضرب خارج بلادك قبة من الديباج الملون وأفرشها بأنواع الحرير وأنضحها نضحا عجيبا بأنواع المياه الممسكة، مثل الورد والزهر والنسرين والفشوش والقرنفل والبنفسج وغيره. فإذا فعلت ذلك فأدخل تحت المباخر المذهبة بأنواع الطيب مثل عود الأقمار والعنبر الخام والعود الرطب والعنبر والمسك وغير ذلك من أنواع الطيب وأرخ أطناب القبة حتى لا يخرج منها شيء من ذلك البخور. فإذا أمتزج الماء بالدخان فأجلس على كرسيك وأرسل لها وأجتمع بها في تلك القبة أنت وهي لا غير. فإذا اجتمعت بها وشمت تلك الرائحة ارتخى منها كل عضو وتبقى مدهوشة. فإذا رأيتها في تلك الحالة راودها عن نفسها فإنها تطيعك. فإذا نكحتها نجوت من شرها وشر قومها. فقال مسيلمة للشيخ الكبير أحسنت والله نعم المشورة هذه. ثم أنه فعل لها جميع ما قال له ذلك الشيخ. فلما قدمت عليه أمرها بالدخول إلى القبة فدخلت وأختلي بها. وطاب حديثهما فكان مسيلمة يحدثها وهي داهشة مبهوته. فلما رآها على تلك الحالة علم أنها اشتهت النكاح فقال لها شعرا :
ألا قـومــــي إلى المخدع
فقد هيـئ لك المضجــــع
فــأن شئت فرشنـــــــاك
وإن شـئت على أربــــع
وإن شـئت كما نسجــــد
وإن شـئت كما تــــركع
وإن شـــئت بثليثيـــــــه
وإن شئـت به أجمـــــع!
فقالت به أجمع هكذا أنزل على اجمع هكذا أنزل على يا نبي الله. فعند ذلك ارتقى عليها وقضى منها حاجته. فقالت أخطبنى من عند قومي إذا خرجت. ثم إنها خرجت وانصرفت والتقت بقومها، فقالوا لها ما الذي رأيته منه يا نبية الله ؟ فقالت لهم إنه تلى ما أنزل الله عليه فوجدته على حق فأتبعته. فخطبها من قومها فأعطوها له وطلبوا منه المهر. فقال لهم المهر نترك عليكم صلاة العصر. فكان بنو تميم لا يصلون العصر إلى زماننا هذا ويقولون مهر نبيتنا ونحن أحق به من غيرنا. ولم يدع النبوة من النساء غيرها. وفي ذلك يقول القائل منهم :
أضحت نبيتنا أنثى نطوف بها وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
- تاريخ التسجيل : 01/01/1970
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى