التشاجيح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المشاكلة فن من فنون البديع المعنوية

اذهب الى الأسفل

المشاكلة فن من فنون البديع المعنوية Empty المشاكلة فن من فنون البديع المعنوية

مُساهمة من طرف  الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 3:10 am

المشاكلة
من فنون البديع المعنوية

المشاكلة: هي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لايصح اطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وانما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كقوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)(15) فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة

وكقوله:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً

أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام

ومنه قوله تعالى (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدىعليكم ))قوله ( اعتدوا ) أي جازوه على اعتدائه , ولكنه تعالى - عبر عنالمجازة بالاعتداء ؛ لأنه سببها وقد سوغت هذه ( السببية ) أن تقيم الاعتداء مقام مايترتب عليه وتنيبه عنه في الدلالة , ووراء هذا المجاز إبراز لقوة السببية بين الاعتداء وجزائه وأنه ( الجزاء) ويجب أن يكون نتيجة ومحصلة لازمة للعتداء فهو لايتخلف عنه وكأن هذه الفاء أيضاً مشعرة بسرعة المكافحة وضرورة الترتب , وليس هذا الذي أشي إليه متناقضاً مع الدعوة إلى العفو والحث عليه لأن المقام في الآية الكريمة ليس مقام تسامح ؛ لأنه يحدد الموقف بين المسلمين وغير المسلمين وحينئذ لاعفو ولاتسامح حتى تظهر الشوكة والغلبة .


ومنه قول عمرو بن كلثوم :

ألا لايجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
عبر الشاعر بقوله ( نجهل ) عن جزاء الجهل عليهم ؛ لأنه سببه وفي هذا التعبير إشارة حاسمة من الشاعر إلى أن الجهل
عليهم إنما هو جهل على من جهل ؛ لأن الجزاء لايتخلف عنه بل إنه سيجد عندهم جهلاً فوق الجهل , والشاعر هنا يتخطى
حدود العدل ولكن الآية الكريمة وهي تحظ على مواجهة أعداء الحق الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم تلتزم بمنطق العدل , فتقيد الاعتداء الثاني بالمثل ويعقبه الأمر بالتقوى بمفهومه الفسيح الذي يشمل العدل والالتزام كما يشمل الصلابة في المواجهة ودفع الظلامة .



تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى