المشاكلة فن من فنون البديع المعنوية
صفحة 1 من اصل 1
المشاكلة فن من فنون البديع المعنوية
المشاكلة
من فنون البديع المعنوية
المشاكلة: هي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لايصح اطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وانما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كقوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)(15) فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة
وكقوله:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً
أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام
ومنه قوله تعالى (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدىعليكم ))قوله ( اعتدوا ) أي جازوه على اعتدائه , ولكنه تعالى - عبر عنالمجازة بالاعتداء ؛ لأنه سببها وقد سوغت هذه ( السببية ) أن تقيم الاعتداء مقام مايترتب عليه وتنيبه عنه في الدلالة , ووراء هذا المجاز إبراز لقوة السببية بين الاعتداء وجزائه وأنه ( الجزاء) ويجب أن يكون نتيجة ومحصلة لازمة للعتداء فهو لايتخلف عنه وكأن هذه الفاء أيضاً مشعرة بسرعة المكافحة وضرورة الترتب , وليس هذا الذي أشي إليه متناقضاً مع الدعوة إلى العفو والحث عليه لأن المقام في الآية الكريمة ليس مقام تسامح ؛ لأنه يحدد الموقف بين المسلمين وغير المسلمين وحينئذ لاعفو ولاتسامح حتى تظهر الشوكة والغلبة .
ومنه قول عمرو بن كلثوم :
ألا لايجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
عبر الشاعر بقوله ( نجهل ) عن جزاء الجهل عليهم ؛ لأنه سببه وفي هذا التعبير إشارة حاسمة من الشاعر إلى أن الجهل
عليهم إنما هو جهل على من جهل ؛ لأن الجزاء لايتخلف عنه بل إنه سيجد عندهم جهلاً فوق الجهل , والشاعر هنا يتخطى
حدود العدل ولكن الآية الكريمة وهي تحظ على مواجهة أعداء الحق الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم تلتزم بمنطق العدل , فتقيد الاعتداء الثاني بالمثل ويعقبه الأمر بالتقوى بمفهومه الفسيح الذي يشمل العدل والالتزام كما يشمل الصلابة في المواجهة ودفع الظلامة .
من فنون البديع المعنوية
المشاكلة: هي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لايصح اطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وانما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كقوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)(15) فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة
وكقوله:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً
أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام
ومنه قوله تعالى (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدىعليكم ))قوله ( اعتدوا ) أي جازوه على اعتدائه , ولكنه تعالى - عبر عنالمجازة بالاعتداء ؛ لأنه سببها وقد سوغت هذه ( السببية ) أن تقيم الاعتداء مقام مايترتب عليه وتنيبه عنه في الدلالة , ووراء هذا المجاز إبراز لقوة السببية بين الاعتداء وجزائه وأنه ( الجزاء) ويجب أن يكون نتيجة ومحصلة لازمة للعتداء فهو لايتخلف عنه وكأن هذه الفاء أيضاً مشعرة بسرعة المكافحة وضرورة الترتب , وليس هذا الذي أشي إليه متناقضاً مع الدعوة إلى العفو والحث عليه لأن المقام في الآية الكريمة ليس مقام تسامح ؛ لأنه يحدد الموقف بين المسلمين وغير المسلمين وحينئذ لاعفو ولاتسامح حتى تظهر الشوكة والغلبة .
ومنه قول عمرو بن كلثوم :
ألا لايجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
عبر الشاعر بقوله ( نجهل ) عن جزاء الجهل عليهم ؛ لأنه سببه وفي هذا التعبير إشارة حاسمة من الشاعر إلى أن الجهل
عليهم إنما هو جهل على من جهل ؛ لأن الجزاء لايتخلف عنه بل إنه سيجد عندهم جهلاً فوق الجهل , والشاعر هنا يتخطى
حدود العدل ولكن الآية الكريمة وهي تحظ على مواجهة أعداء الحق الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم تلتزم بمنطق العدل , فتقيد الاعتداء الثاني بالمثل ويعقبه الأمر بالتقوى بمفهومه الفسيح الذي يشمل العدل والالتزام كما يشمل الصلابة في المواجهة ودفع الظلامة .
- تاريخ التسجيل : 01/01/1970
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى